responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 56

روي أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله خطّ يوماً لأصحابه خطّاً وقال : هذا سبيل الله ، ثم خطّ خطوطاً عن يمينه وعن شماله وقال : هذه سبل على كلّ سبيل منها شيطان يدعو إليه ، ثمّ تلا هذه الآية :

( أنّ هذا صراطي مستقيماً فاتّبعوه ولا تتّبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ). [١]

لكن الوسط الحقيقي صعب ، والثبات عليه أوصعب ، ولذا لما نزل ( فاستقم كما أمرت ) [٢] قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « شيّبتني سورة هود » [٣] ، بل قيل : إنّ الصراط الموصوف بأنّه أدقّ من الشعر وأحدّ من السيف إشارة إليه ، ولذا امرنا بالدعاء له في قولة تعالى : ( إهدنا الصراط المستقيم ). [٤]

فإنّ لكلّ من هذه الأخلاق الأربعة طرفا [٥] افراط وتفريط ، وهما مذمومان ، والوسط في غاية البعد عنهما.

ولذا قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله « خير الأمور أوسطها ». [٦]

ومثاله : الخطّ الهندسي بين الظلّ والشمس لا من الظلّ ولا من الشمس.

والتحقيق أنّ كمال الآدمي ـ كما عرفت ـ في التشبّه بالمجرّدات وهم منفكّون عن هذه الأوصاف المتضادّة والانفكاك الكلّي ممتنع باليسبة إلى الانسان في أيّام حياته ، فكلّف بما يشبهه أعني الوسط ، فإن الماء الفاتر لا حار ولا بارد ، والعودي ليس بأبيض ولا أسود ، والبخل والتدبير من صفات الانسان ، فالمقتصد السخي لا بخيل ولا مبذّر ، فالصراط المستقيم هو الوسط


١ ـ الأنعام : ١٥٣ ، والرواية في الكشاف : ج٢ ، ص ٨٠ ، ذيل الآية.

٢ ـ هود : ١١٢.

٣ ـ مجمع البيان : ٥ / ١٩٩.

٤ ـ الحمد : ٦.

٥ ـ كذا ، والصحيح ، طرفي.

٦ ـ المحجة البيضاء : ٥ / ١٠٢ ، وفيه « أوساطها ».

نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست