(الا الذين
تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله). [٣]
وعن النبي صلىاللهعليهوآله
: « قال الله تعالى : الإخلاص سرّ من أسراري استودعته قلب من أحببته من عبادي ». [٤]
وعن أميرالمؤمنين عليهالسلام : « ما من عبد يخلص العمل لله أربعين
صباحاً الا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ». [٥]
وكفاه فضلاً أنّ الشيطان اللعين لم يستثن
الا المخلصين ، فلا يتخلّص العبد من حبائله الا بالإخلاص.
واعلم
أنّ كلّ شيء يتصوّر أن يشوبه غيره ، فإذا خلص وصفا عنه سمّي خالصاً.
قال الله تعالى : (من بين فرث ودم لبناً خالصاً سائغاً للشاربين). [٦]
وضدّ الإخلاص الإشراك ، وللشرك درجات ،
فمنه خفي ومنه جلّي ، فهما يتواردان على القلب وإنّما يكون ذلك في القصود والنيّات
، وقد أشرنا إلى أنها ترجع إلى إجابة البواعث وأنّه إذا اتّحد الباعث سمّي الفعل
الصادر عنه إخلاصاً بالإضالة إلى المنوي ، فالمتصدّق لمحض الرياء مشرك محض ولمحض
التقرّب إلى الله مخلص ، وقد تكلّمنا في الرياء بما لا مزيد عليه ،
١ ـ البيّنة : ٥.
٢ ـ الزمر : ٣.
٣ ـ النساء : ١٤٦.
٤ ـ المحجّة البيضاء
: ٨ / ١٢٥.
٥ ـ المحجّة البيضاء
: ٨ / ١٢٦ ، عن النبي صلىاللهعليهوآله .
٦ ـ النحل : ٦٦.
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 540