نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 509
اليمين مثلاً أقوى
من اليسار ، واستحقّ بذلك الفضيلة عليه فتفضيل الناقص عليه عدول عن الحكمة
المقصودة ، بل لابدّ من تخصيصه بالأفعال الشريفة وصرف الأضعف إلى الأعمال الخسيسة
، وكذا استقبال القبلة بالبول كفران للنعمة في خلق الجهات ، إذ خلق الجهات متّسعة
متعدّدة وشرّف بعضها بوضع بيته فيها ، فالعدل استقباله الشريفة كالصلاة والذكر
والاغتسال والوضوء وأمثالها دون الخسيسة كقضاء الحاجة ، وكذا كسر الغصن من شجرة
ظلم وكفر بنعمة اليد إذ لم يخلقها للعبث ، والشجر إذ خلقه بعروقه وساق إليه الماء
وأعطاه قوّة الاغتذاء والانتماء ليبلغ منتهى نشوه فينتفع به عباده ، فكسره قبله لا
على وجه الانتفاع مخالفة لمقصود الحكمة ، نعم إذا كان فيه غرض صحيح جاز إذ الشجر
والحيوان جعلا فداء للانسان ، فإنّها جميعاً فانية ، فإفناء الأخسّ في بقاء الأشرف
ولو مدّة ما أقرب إلى العدل من تضييعهما معاً.
ثمّ هذه الأفعال المتّصفة بالكفران قد
يوجب نقصان القرب وانحطاط المنزلة ، وقد يوجب البعد بالمرّة ، ويعبّر عن الأوّل
بالكراهة في لسان أهل الشرع ، والثاني بالحرمة ، ولكلّ منهما درجات مختلفة ، الا
أنّها في لسان أهل القلوب متّصفة بالحضر مطلقاً ولا يسامحون في شيء منهما أبداً.
تفصيل
النعمة عبارة عن كلّ خير ولذّة وسعادة ،
بل كلّ مطلوب ، وهو إمّا لذاته ويختصّ بالآخرة وهو النظر إلى وجه الله وسعادة
لقائه وسائر لذّات الجنّة من البقاء الذي لافناء له ، والسرور الذي لاغمّ فيه ،
والعلم الذي لا جهل فيه ، والغني الذي لا فقر بعده ، فإنّها لاتطلب لغاية مقصودة
وراءها فهي النعمة الحقيقية واللذّة الواقعية. ولذا قال النبي صلىاللهعليهوآله : « لا عيش الا عيش الآخرة ». [١]
١ ـ المحجّة البيضاء
: ٧ / ١٨٢.
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 509