نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 475
عرفت الغضب في وجهي
قالت : لاتعجل عليّ يامولاي! أجلستني في موضع لم أرفيه ذاكراً لله تعالى فخفت أن
يخسف بي ذلك الموضع ، فتعجّبت منها وقلت : أنت حرّة لوجه الله ، فقالت : ساء ما
صنعت ، كنت أخدمك فيكون لي أجران وأمّا الآن فقد ذهب أحدهما. [١]
ونقل عن بعضهنّ أنّها إذا جاءها النهار
تقول : هذا يومي الذي أموتت فيه فما تطعم حتّى تمسي ، وإذا جاءها الليل تقول : هذه
ليلتي التي أموت فيها فتصلّي حتّى تصبح ، فعليك بمطالعة أحوال هؤلاء حتّى ينبعث
نشاطك على الجدّ والعبادة ، ولاتنظر إلى أهل عصرك فيضلّوك عن سبيل الله تعالى.
وأمّا
المعاتبة فاعلم أنّ أعدى عدوّك نفسك الّتي بين
جنبيك ، فهي الأمّارة بالسوء الميّالة إلى الشرّ الفرّارة عن الخير ، وقد أمرت
بقودها بسلاسل القهر إلى عبادة ربّها ومنعها عن شهواتها ، فإن أهملتها شردت وجمحت
وإن لازمتها بالتوبيخ والعتاب كانت لوّامة ، وقد حلف الله بها فيرجى أن تصير
مطمئنّة داخلة في عباد الله فلا تغفلنّ ساعة عن عتابها وتذكيرها ولا تشتغل بوعظ
غيرك أبداً مالم تعظ نفسك أوّلاً بتقرير جهلها وحمقها ، فإنّها تتعزّز أبداً
بذكائها وفطنتها ويشتدّ أنفتها واستنكافها فتقول لها : ما أجهلك بنفعك وضرّك وخيرك
وشرّك ، أما تدرين مابين يديك من الجنّة والنار ومصيرك إلى إحديهما ، فما لك
تفرحين وتضحكين وأنت مطلوبة غداً ، ولعلّك تختطفين الآن أو غداً فالموت يأتي بغتة
من غير مواطاة وتمهيد ، فمالك لا تستعدّين للموت الذي هو أقرب إليك من كلّ قريب.
قال تعالى : (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون *
مايأتيهم من ذكر من ربّهم محدث الا استمعوه وهم يلعبون * لاهية قلوبهم). [٢]
١ ـ المحجّة البيضاء
: ٨ / ١٧٨.
٢ ـ الأنبياء : ١ ـ
٣.
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 475