نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 470
الدين المعرضين عن
الدنيا.
ثم ينظر عند الشروع في العمل بتفقّد
كيفيّته ليقضي حقّ الله فيه ويحسن النيّة في إتمامه [١] ويكمل صورته ، وهذا ملازم له في جميع
الحالات ، إذ لايخلو عن حركة وسكون ، فإذا راقب الله فيها قدر على عبادته تعالى
بالنيّة ومراعاة الأدب وحسن الفعل فلايخلو العبد عن طاعة أو مباح أو معصية ،
فمراقبته في الطاعة بالاخلاص والاكمال ومراعاة الآداب وحراستها عن الآفات ، وفي
المباح بمراعاة الأدب وشهود المنعم في النعمة والشكر عليها وفي المعصية بالتوبة
والندم والحياء والتدارك لما فات ، ولايخلو أيضاً عن مصيبة لابدّ له من الصبر
عليها أو نعمة لابدّ له من الشكر عليها ، بل لاينفكّ عن فرض في الفعل أو الترك أو
ندب يسارع به إلى المغفرة أو مباح فيه صلاح جسمه وقلبه والعون على طاعته تعالى ،
ولكلّ من ذلك حدود لابدّ من مراعاتها بدوام المراقبة. (ومن يتعدّ حدود الله فقد ظلم نفسه). [٢]
والساعات ثلاثة : ساعة فاتت لاتعب على
العبد فيها كيف ما انقضت في تعب أو راحة ، ومستقبلة لايدري العبد يعيش إليها أم لا
، وما يقضي الله فيها ، وحاضرة ينبغي أن يجاهد فيها نفسه ويراقب ربّه ، فإن لم
تأته الساعة المستقبلة لم يتحسرّ على فوت هذه الساعة ، وإن أتته استوفى حقّها
أيضاً ، ولا يطول أمله بل يكون من وقته [٣]
كأنّه آخر أنفاسه ، فلعلّه كذلك وهو لايدري ، فيكون على وجه لايكره أن يدركه الموت
على تلك الحالة ، ويكون له كما قبل أربع ساعات : ساعة يناجي فيها ربّه ، وساعة
يحاسب فيها نفسه ، وساعة يتفكّر في صنع الله ، وساعة يخلو فيها للطعام والشراب [٤] ،
١ ـ كما في المحجّة
البيضاء (٨ / ١٦٢) وفي النسخ : إيمانه.
٢ ـ الطلاق : ١.
٣ ـ في المحجّة
البيضاء (٨ / ١٦٣) : بل يكون ابن وقته.
٤ ـ المحجّة البيضاء
: ٨ / ١٦٤ مرسلاً.
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 470