نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 458
تضادّ مع كلّ معصية
، ولذا تؤثر مطلقاً الا أنّ الثقة بما ذكرناه أظهر.
وممّا يدلّ على كون الضدّ كفّارة للضدّ
أنّ حبّ الدنيا والسرور بها رأس كلّ خطيئة ، وهو أثر اتّباعها فكلّ أذى يصيبك
يبعدك عنها وتتجافى بالهموم والغموم من دارها.
وفي الخبر : إذا كثرت ذنوب العبد ولم
يكن له عمل يكفّرها أدخل الله عليه الغموم ليكون كفّارة لذنوبه. [١]
وربما يقال : إنّ الهمّ ظلمة الذنوب
وشعور القلب بموقفه للحساب.
والأخبار الدالّة على تكفير المصائب الدنيوية
حتّى الشوكة تدخل في الرجل كثيرة ، فحبّ الدنيا خطيئة ، والتمتّع منها متمّمها
والحرمان عنها كفّارتها ، ولابدّ من عقد قلبه مع الله عقداً مؤكّداً وعهداً
موثّقاً أن لا يعود إليها وإلى أمثالها ، ومن مهمّاته إذا لم يكن عالماً تعلّم ما
يجب عليه ويحرم حتّى يتمكّن من الاستقامة.
إزالة وهم
قيل : لايصحّ التوبة عن بعض المعاصي دون
بعض ، فإنّ الندم حالة يوجبها العلم بتفويت المعاصي للمحبوب من حيث كونها معصية
وكلّها متساوية من هذه الحيثية ، فرتبة التائب لاتنال الا بالندم وهو لايكون الا
عن مخالفة الأمر لتي تعمّ المعاصي بأسرها ، وكما لايصحّ عن بعض المتماثلات دون بعض
كشرب الخمر من هذا الدنّ دون ذاك ، لأن الدنّ آلة والمعصية واحدة ، فكذا المختلفات
لأنّ أعيانها آلات لها والأصل واحد.
وفيه أنّ التوبة عن بعضها كالكبائر دون
غيرها ، أو بعض الكبائر دون بعض ممكن من حيث كون المتروك أعظم إثماً من غيره ، فلا
يستحيل الندم على الأعظم دون الأهون ، وقد كثر التائبون في القرون الماضية ولم يكن
١ ـ المحجة البيضاء
: ٧ / ٦٦.
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 458