responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 29

آدمى زاده طرفه معجونى است

كز فرشته سرشتته زو حيوان

گر كند ميل اين شود كم از اين

ور كند عزم آن شود به از آن

ولما كان الطريق الأول سهل الحصول لا حاجة فيه إلى نيل مشقّة وبذل مجهود ، بل يكفي فيه مجرّد السكون ، والطريق الثاني صعباً عسر الحصول مفتقراً إلى مزيد جهد وكلفة وبذل مجهود دعت العناية الأزليّة والرحمة الإلهيّة إرسال الأنبياء والأوصياء الكرام والعلماء الأعلام بالشرائع المستقيمة والنواميس القويمة إلى الأنام ، كي يمدّوهم في سلوك هذا الطريق رفقاً أو عنفاً ، ويعاونوهم بالتسديد والتقويم والتأديب والتعليم. وفّقنا الله لما يحبّ ويرضى ، وأعاننا على علاج هذه النفوس المرضى.

فصل

التخلّي عن رذائل الأخلاق من أهمّ المهامّ أوّلاً ، لأنّها الحجب المانعة عن المعارف الحقيقية والصداء للنفوس الحاجبة عن النفحات القدسيّة ، فإذا اشتغلت القلوب بغيره تعالى لم يدخلها معرفته وحبّه والأنس به ، كما أنّه لامجال للهواء في الاناء المملوّ من الماء.

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( لولا أنّ الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السماوات والأرض ) [١].

فإذا خلتعنها استعدّت للفيوضات المتواترة ، كالمرآة مالم يذهب الصداء عنها لم تستعدّ لارتسام الصور فيها ، والبدن مالم تزل عنه العلّة لم يقبل الصحّة ، فلا تنفع طاعة الا بعد تطهيرها عن ذمائم الأخلاق ، والا فهو كقبر ظاهره زينة وباطنه جيفة ، أو كبيت مظلم وضع السراج على ظاهره فاستنار ظاهره وباطنه مظلم.

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( ألا إنّ لربّكم في أيّام دهركم نفحات ألا فتعرّضوا


١ ـ المحجّة البيضاء : ٢ / ١٢٥ ، وفيه : « ملكوت السماء » بدون والأرض.

نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست