نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 264
على الله ، وظلم
الولاة متعدّ يعمّ ويزداد ويسري ، ويقدر العموم والسراية يزيد الغضب والمقب من
الله تعالى ، فيجب الاحتراز خوفاً من أن يشمله الغضب.
روى محمد بن مسلم قال : مرّ بي الصادق عليهالسلام وأنا جالس عند قاضي المدينة ، فدخلت
عليه من الغد فقال : « ما مجلس رأيتك فيه أمس؟. قلت : جعلت فداك إنّ هذا القاضي لي
مكرم ، فربما جلست إليه ، فقال لي : ما يؤمنك أن تنزل اللعنة فتعمّ من في المجلس؟
». [١]
وفي الخبر : أنّ الله تعالى أوحى إلى
يوشع بن نون : أنّي مهلك من قومك أربعين ألفاً من خيارهم وستّين ألفاً من شرارهم!
فقال : ياربّ ما بال الأخيار؟ قال : إنهم لن يغضبوا لغضبي ، وكانوا يؤاكلونهم
ويشاربونهم. [٢]
وفي النبوي صلىاللهعليهوآله : « إنّ الله تعالى لعن علماء بني
إسرائيل إذ خالصوا الظالمين في معائشهم ». [٣]
والأخبار كثيرة ، فالتورّع عن أكل
أموالهم أمر مطلوب جداً ، محمود شرعاً وعقلاً.
وأمّا أخذهم عليهمالسلام فلا دخل له بالمقام ، لكونه حقّاً لهم
، والإذن لشيعتهم إمّا لعلمهم باحتياجهم وعدم تمكّنهم من الامتناع وإمّا تحليل لهم
عليهمالسلام بقبوله عنهم
من طرف حقّهم الذي لهم عليهم ، هذا مضافاً إلى ما عرفت من أنّ حكم الظاهر غير
الورع ، ولذا جعلنا هذه المرتبة بعد تلك المرتبة ، وهذا واضح بحمد الله لا سترة
ولاريب يعتريه.
وثالثها : ورع المتّقين ، وهو ترك
الحلال المحض خوفاً من أدائه إلى الحرام ، كما ورد عن النبي صلىاللهعليهوآله : « انه لا يكون الرجل من المتّقين
حتّى يدع ما
١ ـ المحجة البيضاء
: ٣ / ٢٧٠ نقلاً عن التهذيب (٢ / ٦٩).
٢ ـ المحجة البيضاء
: ٣ / ٢٧٠.
٣ ـ المحجة البيضاء
: ٣ / ٢٧٠.
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 264