نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 262
وإن كان طلب المحبّة في عينها [١] طلباً للتودّد والاستيناس فهو مقصود
للعقلاء مستحبّ شرعاً.
فعن أميرالمؤمنين عليهالسلام : « لأن أهدى إلى أخي المسلم هديّة
أحبّ إليّ من أن أتصدّق بمثلها ». [٢]
وقال النبي صلىاللهعليهوآله : « تهادوا تحابّوا تذهب بالضغائن ». [٣]
فهذه هي الهدية المحلّلة.
وإن كان طلب المحبّة لا للانس من حيث هو
انس بل ليتوصّل إلى أغراض غير محصورة النوع ، وإن انحصر جنسها ولولا جاهه لما أهدى
إليه ، فإن كان جاهه لعلم أو نسب فهو وإن جاز وكان أخفّ ، لكنّه مكروه لمشابهته
بالرشوة ، فالورع في مثله ممدوح ، وإن كان لولاية تولّاها من قضاء وولاية صدقات أو
جباية مال أو غيره من الأعمال السلطانية فهو رشوة في صورة الهدية ، والأخبار صريحة
في المنع عنه.
ففي الخبر : « أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله بعث والياً إلى صدقات الأزد ، فلمّا
جاء أمسك بعض ما معه وقال : إنّه هديّة لي ، فقال صلىاللهعليهوآله
: هلّاً جلست في بيتك وبيت أبيك وبيت أمك حتى يأتيك هديّة إن كنت صادقاً ثمّ قال :
... والذي نفسي بيده لا يأخذ منكم أحد شيئاً بغير حقّه الا أتى الله يحمله ، ولا
يأتينّ أحدكم يوم القيامة ببعير له خوار أو شاة تبعر. ثم رفع يديه إلى السماء حتّى
رأيت بياض ابطيه ثم قال : اللّهمّ هل بلّغت ». [٤]
فلابدّ أن يقدّر نفسه في بيت أبيه وأمّه
فما كان يهدى بعد العزل في بيت أمّه جاز له الأخذ في ولايته ، وما علم أنّه لأجل
ولايته ولو عزل صرف
١ ـ كذا ، وفي
المحجة البيضاء (٣ / ٢٧٣) ... ما يقصد به المحبّة وجلبها ...
٢ ـ الكافي : ٥ / ١٤٤
، كتاب المعيشة ، باب الهدية ، ح ١٢ مع اختلاف.
٣ ـ الكافي : ٥ / ١٤٤
، كتاب المعيشة ، باب الهدية ، ح ١٤ ، وفيه : « تهادوا تحابّوا ، تهادوا فإنّها
تذهب بالضغائن ».
٤ ـ المحجة البيضاء
: ٣ / ٢٧٤ ـ ٢٧٥.
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 262