نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 247
فصل
السخاء ملكة شريفة بها يسهل الانفاق
فيما يليق به ، وكفاه فضلاً كونه من أظهر صفات الأنبياء والأوصياء ، كما قال
الكاظم عليهالسلام :
« ما يعث الله عزّوجلّ نبيّاً ولا
وصيّاً الا سخيّاً ، ولا كان أحد من الصالحين الا سخيّاً » [١].
فلا يكفي مجرّد الانفاق إذا لم يكن عن
طيبة نفس ، بل يكون حينئذ متسخيّاً الا أنه سبيل للوصول إليه ، إذ لاتحصل الملكة
الا بتكرّر الفعل تكلّفاً حتّى يعتاد عليه.
ثم إنّ له مراتب كثيرة ، فمن أدّى واجب
الشرع والمروّة ، [ والعادة ] [٢]
ممّا يستقبح المضايقة فيها عرفاً كان في أوّل درجة من السخاء ، ثم يترقّى
بالازدياد بقدر ما يتّسع له نفسه طلباً للفضيلة على درجات مختلفة باختلاف قدر
المال وحاجة المحتاجين وفضلهم وورعهم وقرابتهم وغير ذلك ، ويسمّى في جلمة هذه
الدرجات جواداً إذا كان قصده مجرّد الفضيلة دون الأغراض الدنيوية من الخدمة
والثناء وغيرهما ، وأرفعها الإيثار ، كما قال تعالى :
(ويؤثرون
على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة). [٣] وإيثار علي عليهالسلام لنفس رسول الله صلىاللهعليهوآله على نفسه في ليلة المبيت على الفراش
وسائر معاركه وغزواته مشهور ، حتّى أنزل الله في حقّه :