نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 212
العلى ليوفّر من
الآخرة حظّهم كما يمنع الوالد المشفق ولده عن لذائذ الفواكه والاطعمة ويلزمه
بالفصد والحجامة حبّاً له وإشفاقاً عليه ، ولأجله لم يرض لهم بقليل الدنيا
وكثيرها.
روي أنّ روح الله اشتدّ به المطر والريح
والرعد والبرق يوماً فجعل يطلب بيتاً بلجا إليه ، فرفعت خيمة من بعيد ، فأتاها
فإذا فيها امرأة فما دعته ، ثم نظر فإذا بكهف في جبل فأتاه فإذا فيه أسد فوضع يده
عليه وقال : إلهي جعلت لكل شيء مأوى ، ولم تجعل لي مأوى ، فأوحى الله إليه : مأواك
في مستقرّ من رحمتي ... الحديث. [١]
تلخيص
قد تلخّص ممّا ذكر أنّ من الدنيا ما ليس
لله صورة ومعنى كالمعاصي وغيرها ممّا لايكون لتحصيل الآخرة.
ومنها : ما صورته منها ويمكن أن يكون
معناه كذلك أيضاً ، مثل ما يتوقّف عليه تحصيل الآخرة إذا قصدت به الدنيا وحظّ
النفس ، ويمكن كونه لله بالاستعانة به على الآخرة.
ومنها : عكس ذلك ، كترك الشهوات
والاتيان بالطاعات ، فيمكن أن يكون معناه لله بقصد التقرّب إليه ، يمكن كونه من
الدنيا إذا قصد به حفظ المال والاشتهار بالزهد والعلم.
فصل
ثمّ من أفراده حبّ المال ، لكونه من
الحظوظ العاجلة ، لكنّه أعظمها آفة ، لاحتياج الكلّ إليه ، فبوجوده يحصل الغرور
والطغيان ، وبعدمه الفقر المؤدّي إلى الكفر في أغلب الأحيان ، وله فوائد منجية
وآفات مردية ، وتمييز كلّ منها عن الآخرة مشكلة ومعرفة دقائق أخطاره معظلة ،
فلفاقده غالباً
١ ـ المحجة البيضاء
: ٥ / ٣٥٧ ، وفيه : « فحاد عنها » بدل « فما دعته ».
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 212