نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 200
المقام الأوّل
في ذكر الرذائل ومعالجاتها ، ولابدّ من
ذكر جنسها مع ما هو من أعظم أنواعها ولوازمها في عدّة فصول :
فصل
قد تبيّن لك أنّ أحد الجنسين الشره من
طرف الافراط وهو الانهماك في الشهوات الغير المحمودة عقلاً ونقلاً كما عرفت ،
فيشمل رذائل القوّة الشهوية من طرف الافراط بأسرها.
وهذا المعنى هو الذي فسّره القوم به
وجعلوه جنساً في مقام حصر أجناس الرذائل ، لكنّهم في مثل هذا المقام فسّروه بما هو
أخصّ منه أعني شهوة البطن والفرج.
ولعلّه مبنيّ على كونها من أظهر أفراده
وأشيعها لعموم البلوي بها ، وكونها بمنزلة الأصل ، والباقي بمنزلة الفروع واللوازم
المترتّبة عليها.
ولو فسّروه هنا بحبّ الدنيا على ما
سنذكره ، وذكروا جميع ما يذكر هناك في المقام ، ثم ذكروا بعد ذلك شهوة البطن والفرج
في جملة الأنواع اللوازم كان أصوب.
ولكنّا نتبعهم في ذلك كسائر ما تبعناهم
فيه لسهولة الخطب وقلّة الجدوى.
فنقول : أمّا شهوة البطن فصاحبها ذليل
بالبطع ، قصير الهمّة ، مستفرغ وسعه في تدبير القوّة البهيميّة ، صارف فكرته وجهده
في خدمتها ، فهو أخسّ من البهيمية ، ضرورة كون الخادم أخسّ من المخدوم. والاستكثار
منها يورث البلادة ويولد الأمراض البدنيّة والأسقام المادّية كالهيضة والتخمة
والعفونات الحادثة من السدّة الامتلائية وانصباب المواد المجتمعة من فضلات الأغذية
إلى الأعضاء ، فإنّ المعدة بيت كلّ داء كما أنّ الحمية رأس كلّ دواء.
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 200