صلّى الله عليه وعلى عترته السادة
الأطيبين ، والذادة الأنجبين ، والقادة المنتجبين ، سفن النجاة ، وأهل بيت العصمة
، ومعادن الحكمة ، وشفعاء الأمّة ، وأعلام المهتدين.
اللّهمّ فكما كرّمتنا بالفطرة السليمة
والفكرة القويمة ، فاصرفنا عن مذاهب الشهواب ، وأرشدنا في غياهب الشبهات ، ووفّقنا
للتمسّك بالعروة الوثقى والحبل المتين ، وكما ميّزتنا بالنفوس الناطقة والعقول
الفائقة ، فاهدنا اللّهمّ إلى صراطك المستقيم ، وأعذنا من شرّ الشيطان الرجيم ،
وابعثنا من فراش الغفلة متنبّهين ، وكما أيّدتنا بالحجج البالغة والنعم السابقة ،
فأمل قلوبنا إلى الهدى والعفاف ونفوسنا إلى شرائف الاوصاف ، وأدخلنا في عبادك
الصالحين ، أو اجعلنا بهم مشبّهين.
أمّا بعد : فيقول العبد المذنب الجهول
بنفسه الظلوم ، خادم طلبة العلوم ، فقير عفو ربّه الحيّ القيّوم ، محمّد حسن بن
المرحوم الحاج معصوم القزويني أصلاً والحائري موطناً ، وفّقه الله لما يحبّ ويرضى
وجنّبه عن اتّباع الهوى والإغترار بالأباطيل والمنى :
انّ الغرض الاصلي من وضع الملك والأديان
، وبعث المصطفين من عالم الأكوان إلى بني نوع الإنسان ، رفع الحجب الظلمانية عن النفوس
البشريّة الحائلة بينها وبين المعارف الحقيقيّة ، ووصولها إلى كما لاتها التي هي
سعادة الأبديّة ، واتّصالها بالمبادىء العليّة واستغراقها في بحار الأنوار
الإلهيّة ، ولا يمكن ذلك الا بتطهير القلب عن أو ساخ الطبيعة وأنجاسها ،
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 18