نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 117
بالفحوى فليس الظلم
في إعطاء غير المستحقّ أقلّ من منع المستحقّ ، كما قيل :
ومن منح الجهّال علماً أضاعه
ومن منع المستوجبين فقد ظلم
وإذا بيّن له ما يليق به
لم يذكر له أنّ وراءه شيئاً يدّخر عنه لقصور فهمه ، فإنّه يشوش عقله ويظنّ بمعلّمه
الضنّة ، فإن أحداً لا يرضى بالجهل بل كلّ أحد يرضى عن الله بما أعطي من كمال
العقل ، ومن هنا منع عن فتح باب البحث للعوام ، إذ فيه تشويش لعقائدهم وتعطيل
لصنائعهم التي بها قوام الأنام.
وسابعها
: أن يكون عاملاً بعلمه وهو وإن لم يختصّ
بالمعلّم لكنّه فيه أشدّ ، فإنّ العلم يدرك بالبصيرة والعمل بالبصر وأرباب الأبصار
أكثر من أهل البصيرة والاستبصار ، فكلّ من تناول شيئاً وقال للناس إنه سمّ مهلك
فلا تناولوه سخروا به واتّهموه وزاد حرصهم عليه وقالوا لو لا إنه أطيب الأشياء لم
يستأثره مع علمه ، والتجربة أحسن شاهد على عدم تأثيره وقبحه ، كما قيل :
لاتنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم
وقال : ( أتأمرون الناس بالبرّ
وتنسون أنفسكم ).
[١]
وقال علي عليهالسلام
قصم ظهري رجلان : عالم متهتّك ، وجاهل متنسّك. [٢]
وفيه قيل :
فساد كبير عالم متهتّك
وأكبر منه جاهل متنسّك
هما فتنة للعالمين عظيمة
ومن بهما في دينه يتمسّك
قال الصادق عليهالسلام : « إنّ العالم إذا لم يعمل بعلمه زلّت
موعظته عن
١ ـ البقرة : ٤٤.
٢ ـ المحجة البيضاء
: ١ / ١٢٤ ، منية المريد : ١٨١.
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 117