وعن الصادق عليهالسلام : « انّه علم الأنبياء وانّ أمير
المؤمنين عليهالسلام كان أعلم
الناس به ». [٢]
والاصابة اتّفاقيّة ، إذ يطلع على بعض
الأسباب وهناك أسباب أخر لايعلم ، فإن قدّر الله حصولها أيضاً وقعت الاصابة والا
أخطا ، وما أشبهه بتخمين الأمطار من انطباق الغيم ، وتخمين سلامة السفينة من
موافقة الريح ، ولذا قال الصادق عليهالسلام
: « إنّ كثيره ل يدرك ، وقليله لا ينتفع به ». [٣]
مع أنّه خوض في بطالة ، لأنّ المقدر
كائن والاحتراز غير ممكن ، ولاكذلك الطبّ ، لشدّة مسيس الحاجة إليه وظهور أدلّته ،
ولا التعبير أيضاً لعدم الحظر فيه ، بل ورد أنّه جزء من ستّة وأربعين جزء من
النبوّة [٤]
مضافاً إلى إضراره بعقائد الضعفاء ، فتعظم وقع الكواكب في نفوسهم بترتّب الآثار
عليها فتلتفت إليها وتحذر من الشرور من جهتها ، ويمحو ذكر الله من قولبهم بسببها
لقصور نظر الضعيف على الوسائط القريبة.
ثالثها
: عظم الخطر فيه ، وعدم استقلال الخائض
فيه بإدراكه ، فيستضرّ بها كما لستضرّ الطفل الرضيع أو المريض من أكل لحم الطير
وأنواع الحلاوات اللطيفة ، ولذا استعيذ من العلم الذي لاينفع ، كما في المعارف
الحقّة ، فإنّه كما تتحقّق باقتنائها السعادة الأبديّة ، فكذا تحصل بأدنى خلل منها
الشقاوة السرمدية ، وتصير باعثاً للخلود في النار مع المشركين والكفّار.
وأمّا الشرعيّات فكلّها محمودة ، وأصلها
الكتاب والسنّة المعصومية ، ويتفرّع عليها ما يفهم منهما بأقسام الدلالات اللفظية
والعقلية.
فما يتعلّق منه بتنظيم مصالح الدنيا هو
علم ، الفقه ، فإنّ الدنيا من منازل
١ ـ مجمع البيان : ٦
/ ٥١٩ ، الآية ٥٧ مريم.
٢ ـ البحار : ٥٨ / ٢٣٥.
٣ ـ روضة الكافي :
الحديث ٢٣٣.
٤ ـ الجامع الصغير :
٢ / ٢٢ ، إلا أن فيه : « رؤيا المؤمن جزء ... ».
نام کتاب : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء نویسنده : القزويني، محمد حسن جلد : 1 صفحه : 104