نام کتاب : عين الحياة نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 1 صفحه : 309
قال له : يا بنيّ
اجعل عليّ بن أبي طالب في حلّ ممّا أمر في أمرك.
فلمّا اختمر العجين قالت : يا عبدالله
اسجر التنور ، فبادر لسجره ، فلمّا أشعله ولفح في وجهه جعل يقول : ذق يا عليّ هذا
جزاء من ضيّع الأرامل واليتامى ، فرأته امرأة تعرفه فقالت : ويحك هذا أمير المؤمنين
، قال : فبادرت المرأة وهي تقول : واحيائي منك يا أمير المؤمنين ، فقال : بل
واحيائي منك يا أمة الله فيما قصرت في أمرك [1].
وروي أيضاً انّه دخل ضرار بن ضمرة
الليثي على معاوية فقال له : صف لي عليّا فقال : أو تعفني من ذلك ، فقال : لا
أعفيك.
فقال : كان والله بعيد المدى [2] ، شديد القوى ، يقول فصلاً ، ويحكم
عدلاً ، يتفجّر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا
وزهرتها ، ويستأنس بالليل ووحشته.
كان والله غزير العبرة ، طويل الفكرة ، يقلّب
كفّيه ويخاطب نفسه ، ويناجي ربّه ، يعجبه من اللباس ما خشن ، ومن الطعام ما جشب ، كان
والله فينا كأحدنا ، يدنينا اذا أتيناه ، ويجيبنا اذا سألناه.
وكان مع دنوّه منّا وقربنا معه لا
نكلّمه لهيبته ، ولا نرفع عيننا لعظمته ، فان تبسم فمن مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظّم
أهل الدين ، ويحبّ المساكين ، لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الفقير من عدله.
فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه
وقد أرخى الليل سدوله ، وغارت
[1] البحار 41 : 52
ضمن حديث 3 باب 104 ـ عن مناقب ابن شهرآشوب 2 : 115 فصل في حلمه وشفقته.
[2] بعيد المدى : المدى
الغاية وهو كناية عن علوّ همته في تحصيل الكمالات ، أو عن رفعة محلّه في السعادات
حيث لا يصل إليه أحد في شيء من فضائله ( البحار ).
نام کتاب : عين الحياة نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 1 صفحه : 309