نام کتاب : عين الحياة نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 1 صفحه : 305
الله وكيف لاقوا
المتاعب والأذى من فجار أممهم من المنحرفين ، ولكنهم كظموا الغيظ سيّما رسول الله 6 مع ما لقى من كفّار قريش وغيرهم من
الأذى والمحن ومع كلّ هذا لم يدع عليهم ولو مرّة واحدة.
وانظر إلى معدن الآداب ومفخر أولي
الألباب كيف سلك مع أجلاف العرب وما لقى منهم من الاهانة والتجاسر وهو 6 يعفو ويصفح ، كما روي انّ النبي 6 أدركه أعرابيّ فأخذ بردائه فجبذه جبذة
شديدة ... وقد أثرت به حاشية الرداء من شدّه جبذته ، ثم قال له : يا محمد مر لي من
مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه رسول الله 6
فضحك وأمر له بعطاء [1].
وبعد هذا أنزل الله تعالى : ( وَاِنَّك
لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ )[2].
انّ قريش مع ما صنعت به من الأذى لكن
لما فتح مكة وأسروا وحضروا مسجد الحرام من دون سلاح وقف 6 عند باب الكعبة وهم ينتظرون العقوبة
فسألوه عمّا يصنع بهم ، فقال : أفعل ما فعل يوسف باخوته ، لا تثريب عليكم اليوم
ولو أسلمتم يغفر الله لكم [3].
روي بسند معتبر عن أبي جعفر الباقر 7 انّه قال : انّ رسول الله 6 أُتي باليهودية التي سمّت الشاة للنبيّ
6 ، فقال لها
: ما حملك على ما صنعت؟ فقالت : قلت : إن كان نبياً لم يضرّه ، وإن كان ملكاً أرحت
الناس منه ، قال : فعفا رسول الله 6
عنها [4].
[1] البحار 16 : 230
ضمن حديث 35 باب 9 ـ عن مكارم الاخلاق.