نام کتاب : عين الحياة نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 1 صفحه : 296
اعلم انّ التقوى رأس مال جميع السعادات
، وهو شرط عظيم لقبول الطاعات كما يدلّ عليه نص القرآن ، والتقوى في الاصطلاح حفظ
النفس وصيانتها من كلّ ما يضرّ بالآخرة ، وله مراتب كثيرة :
المرتبة
الأولى : التقوى من الشرك والكفر الموجب للخلود
في النار ، ولا تصح أيّ عبادة وعمل بدونه.
المرتبة
الثانية : التقوى في ترك جميع
المحرمات واتيان جميع الواجبات.
المرتبة
الثالثة : التقوى في ترك
المكروهات واتيان المستحبات ، وهذه المرتبة تكمل بشكل تدريجي بحيث يصبح الالتفات
نحو غير المعبود الحقيقي منافياً لهذه الرتبة.
انّ هاتين المرتبتين تتكثّر إلى مراتب
كثيرة لها دخل في الكمال وقبول الأعمال ، وكلّما كمل الانسان في هذه المراتب كان
عمله أقرب للقبول ، وتترتب على أعماله حينئذٍ فوائد وآثار أكثر ، كالقرب والمحبّة
والمعرفة والانصاف والأخلاق الحسنة ، وإلى هذه المرتبة الأخيرة يشير قوله تعالى : ( اِتَّقُوا
اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ )[1].
ان الورع يقرب في المعنى من التقوى ، وقد
يطلق على ترك المحرّمات أو ترك المحرمات والشبهات ، وقد يطلق على معاني التقوى
أيضاً.
فقد روي انّه سئل أبو عبدالله 7 عن قوله تعالى : ( اِتَّقُوا
اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ )
قال : يُطاع فلا يُعصى ، ويُذكر فلا يُنسى ، ويُشكر فلا يُكفر [2].