الرئاسة من مصاديق الدنيا ، وحبها من حب
الدنيا ، وقد عرفت تفصيل الأمرين ، إلا أن لها أهمية وخطراً وشأناً ومحلاً يقتضي
تخصيصها بالذكر كتاباً ، وبتوجيه النفس إلى حالاتها وآثارها باطناً ، وبالمراقبة
عن موجباتها احتياطاً.
وليعلم أن الرئاسة والجاه منها ممدوحة
ومنها مذمومة ، والأولى هي التي جعلها الله وأنشأها لبعض عباده : كأنبيائه
وأوصيائه ومن يتولى الأمور والرئاسة من قبلهم على اختلاف شؤونهم ودرجاتهم ، وهذا
القسم الذي في مقدمه منصب الأمامة مقام محمود ، وجاه ممدوح ، خص الله به أولياءه
وحفظهم بنحو العصمة التكوينية والتوفيقات الغيبية الالهية والأوامر والفرامين
التشريعية عن خطراته وزلاته.
والمعصومون يجب عليهم قبولها من ناحية
الله تعالى ، وعليهم حفظها