ومن التشويق إلى الإنفاق ينتقل القرآن
الكريم إلى الطريق الثاني في سلوكه مع الذين لا ينفقون من أموالهم في سبيل الله
وبه يتوخى أن يستنهض هممهم لهذا المشروع الإجتماعي الحياتي ، وهو الإحسان بالبذل.
والآيات في هذا الخصوص تبدأ بفتح حوار
مع الموسرين ومُناقشتهم في عدم استجابتهم لنداء الضمير ، وإسعاف المعوزين وتنبيههم
إلى أن ذلك لا يضر بالله وإنما تعود آثاره وخلفياته السيئة على أنفسهم ، وعليهم أن
يتبدروا حالهم ما دامت الفرصة مواتية وقبل أن يبعد الزورق عن الساحل وبذلك يتلاشى
الضوء الأخضر ، وحينئذ فلا ينفع الندم.
(ها أنتم
هؤلاء تُدعون لتنفقوا في سبيلِ الله فمنكم من يبخَلُ ومن يبخل فإنما يبخلُ عن نفسهِ
والله الغنيُ وأنتم الفقراءُ)[١].
حوار هادئ يتضمن مناقشة دقيقة يجريه
الله مع من يشح على نفسه يمنعها من فعل الخير فلا يساعد من هو في حاجة إلى المساعدة.