ينافي ذلك أن يجد المنفق من السائل
تجاوباً على عطيته ، فيقابله بالشكر لله ، والدعاء له وبذلك يقوم برد بعض الجميل
له ، ولعل ذلك يكون تشجيعاً للمعطي فيكرر العطاء له ، أو لغيره من المحتاجين.
نستفيد كل ذلك من الحديث الذي يحدثنا به
أحد الرواة قائلا :
« كنا عند أبي عبد الله عليهالسلام بمنى ، وبين أيدينا عنب نأكله ، فجاء
سائل فسأله فامر له بعنقود فأعطاه فقال السائل : لا حاجة لي في هذا إن كان درهم
فقال : يسع الله عليك ، ولم يعطه شيئاً فذهب ، ثم رجع فقال : ردوا العنقود فقال : يسع
الله عليك ، ولم يعطه شيئاً ، ثم جاء سائل آخر فأخذ أبو عبد الله عليهالسلام ثلاث حبات عنب ، فناولها إياها فأخذها
السائل من يده ثم قال : الحمد لله رب العالمين الذي رزقني.
فقال أبو عبد الله : مكانك فحثا ملأ
كفيه عنباً ، فناولها إياه ، فأخذها السائل من يده ثم قال : الحمد لله رب العالمين.
فقال أبو عبد الله : مكانك يا غلام أي شيء معك من الدراهم ؟ فإذا معه نحو من عشرين
درهماً أو نحوها فناولها إياه ، فأخذها ثم قال : الحمد لله ، هذا منك وحدك لا شريك
لك فقال أبو عبد الله : مكانك ، فخلع قميصاً كان عليه فقال : ألبس هذا ، فلبس ، ثم
قال : الحمد لله الذي كساني ، وسترني يا أبا عبد الله. أو قال : جزاك الله خيراً
ثم إنصرف وذهب » [١].
لنقف مع هذه الرواية وندفع عنها ما يرد
عليها من إشكال مفاده :