رسول الله صلىاللهعليهوآله ما منع سائلاً قط ، أو ما جاء في
مناجاة لله لموسى بن عمران من قوله تعالى :
(يا موسى
أكرم السائل ببذل يسير أو ببردٍ جميل).
لأن الأخذ بظاهر هذه الأخبار إكرام
السائل بإعطائه أو برده رداً جميلاً لو لم يكن المعطي يرغب في إعطائه ، ومعنى ذلك
تشجيع السائل على التسول لأنه يجد فيه مرتعاً خصباً ، ومكسباً يدر عليه المال ، فهو
اينما يتوجه يجد فيه مرتعاً خصباً ، ومكسباً يدر عليه المال ، فهو اينما يتوجه يجد
من يكرمه ولا يرد له طلباً.
والجواب
عن ذلك : أن الأخبار لم تأمرنا باعطاء المال على
كل حال بل خيرت المعطي بين الإعطاء والرد وحينئذٍ فإن عرف حال السائل ، وأنه متسول
رد رداً جميلاً أما لو كان محتاجاً ، وفقيراً ، أكرم ، وأعطى.
على أن هذه الأخبار ، وإن أطلق فيها لفظ
السائل الشامل لكليهما المتوسل المحترف والمحتاج الحقيقي إلا أن الأخبار المصرحة :
بأن النار جزاء المتسول تقيد إطلاق تلك الأخبار فتكون النتيجة : عدم رد السائل
الواقعي ، ورد السائل المحترف طبقاً لأخبار التقيد ، وبذلك تنحل مشكلة التسول.
٤ ـ التماس الدعاء من السائل :
بذلك صرحت بعض الأخبار تبين بأن دعوة
السائل في حق المنفق تستجاب لذلك نرى الأئمة عليهمالسلام
يحثون المنفق أن يطلبوا ممن يسألهم حاجة أو شيئاً من المال أن يدعو لهم.