لقد سبق أن بينا في أول البحث أن
الإسلام قد أخذ بعين الاعتبار الاعتدال في الأمور كأساس للنظام الإجتماعي ، وبذلك
يمكن التعديل وتسير الأمور على النحو الوسط.
وقد جعل من الآية الكريمة :
(ولا تجعل
يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسورا)[١].
مقياساً وضابطاً لتعديل الإنسان في
حياته الإجتماعية. والآية الكريمة ، وان كان لسانها هو العطاء والبذل ، والمنع ، والشح
، ولكن ـ كما قلنا ـ آيات القرآن أحكام تشريعية لا تخص بمورد دون آخر ، ولا بوقت
دون وقت إلا أن تقوم القرينة على الاختصاص ، ومع عدمها فالقضية تبقى عامة والحكم
شامل وسار ، وقد اشتملت الآية الكريمة على مقاطع ثلاث ، ومن مجموعها تثبت القاعدة
المذكورة.
١
ـ(ولا تجعل
يدك مغلوقة إلى عنقك) :
وهذا هو المقياس ، والضابط للإمتناع ، وعدم
الاقدام ومسك اليد كما لو كانت يد الإنسان مشدودة إلى عنقه فلا يقدر على