هل الاخلاق أوهام وقيود توهمها فئة من
الناس ففرضوها على المجتمعات فرضاً وكبلوا بها الايدي والارجل والقلوب استثماراً
للسذج والبسطاء ؟
أو هي آداب ومواضعات درج عليها الناس في
حياتهم العامة والخاصة وانحدرت ـ مع بعض التطور ـ من الاباء إلى الأبناء ، تجعل
الانسان محدود التصرف في طيشه ونزغاته ؟
أو هي افكار فلسفية نتجت عن عقول سليمة
درست كل صغير وكبير من المظاهر الاجتماعية وغيرها ؛ دراسات مستوعبة لتستخلص منها
التجارب الخالصة وتقدمها الى الاجيال المقبلة نبراساً ينير لهم سبل الحياة ويشع
لهم طريق العيش الهنيء ؟
ان الاراء في موضوع الاخلاق والاداب
مختلفة متضاربة ، والنظريات حولها لا تجتمع في نقطة خاصة. وهو موضوع يستحق التحدث
عنه بشيء من التفصيل والعناية لا نجد الان مجالا كافياً لاستيفائه في هذه المقدمة
القصيرة.
والذي نعتقده في هذا المجال ان الانسان
مجبول بطبعه على اتباع بعض الاداب الاجتماعية واتخاذ جملة من المسالك الاخلاقية ،
وذلك لانه ليس بمقدوره أن يدرج