نام کتاب : كفاية الأصول - ط آل البيت نویسنده : الآخوند الخراساني جلد : 1 صفحه : 331
كثير من النساء بل
الرجال ، بخلاف ما إذا كان عن تقصير في الاجتهاد ، ولو لأجل حب طريقة الآباء والأجداد
واتباع سيرة السلف ، فإنّه كالجبلّي للخلف ، وقلما عنه تخلف [١].
والمراد من المجاهدة في قوله تعالى (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا
لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا )[٢] هو المجاهدة
مع النفس ، بتخليتها عن الرذائل وتحليتها بالفضائل ، وهي التي كانت أكبر من الجهاد
، لا النظر والاجتهاد ، وإلأ لادى إلى الهداية ، مع إنّه يؤدي إلى الجهالة
والضلالة ، إلّا إذا كانت هناك منه ـ تعالى ـ عناية ، فإنّه غالباً بصدد إثبات أن
ما وجد آباءه عليه هو الحق ، لا بصدد الحق ، فيكون مقصرا مع اجتهاده ، ومؤاخذا إذا
أخطأ على قطعه واعتقاده.
ثم لا استقلال للعقل بوجوب تحصيل الظن
مع اليأس عن تحصيل العلم ، فيما يجب تحصيله عقلاً لو أمكن ، لو لم نقل باستقلاله بعدم
وجوبه ، بل بعدم جوازه ، لما أشرنا إليه [٣]
من أن الأمور الاعتقادية مع عدم القطع بها أمكن الاعتقاد بما هو واقعها والانقياد
لها ، فلا إلجاء فيها أصلاً إلى التنزل إلى الظن فيما انسد فيه باب العلم ، بخلاف
الفروع العملية ، كما لا يخفى.
وكذلك لا دلالة من النقل على وجوبه ،
فيما يجب معرفته مع الإِمكان شرعاً ، بل الادلة الدالة على النهي عن اتباع الظن ،
دليل على عدم جوازه أيضاً.
وقد انقدح من مطاوي ما ذكرنا ، أن
القاصر يكون في الاعتقاديات للغفلة ، أو عدم الاستعداد للاجتهاد فيها ، لعدم وضوح الأمر
فيها بمثابة لا يكون الجهل بها إلّا عن تقصير ، كما لا يخفى ، فيكون [٤] معذوراً عقلاً.