نام کتاب : كفاية الأصول - ط آل البيت نویسنده : الآخوند الخراساني جلد : 1 صفحه : 304
جرت عليه السيرة
المستمرة في مقام الإطاعة والمعصية ، وفي استحقاق العقوبة بالمخالفة ، وعدم
استحقاقها مع الموافقة ، ولو في صورة المخالفة عن الواقع [١] ، يكون عقلاً في الشرع متّبعاً ما لم
ينهض دليل على المنع عن اتباعه في الشرعيات ، فافهم وتأملّ [٢].
فصل
في الوجوه العقلية التي أقيمت على حجية
الخبر الواحد.
أحدها
: إنّه يعلم إجمالاً بصدور كثير مما
بأيدينا من الأخبار من الأئمة الأطهار عليهمالسلام
بمقدار وافٍ بمعظم الفقه ، بحيث لو علم تفصيلاً ذاك المقدار لا نحل علمنا الإِجمالي
بثبوت التكاليف بين الروايات وسائر الأمارات إلى
[٢] قولنا : ( فافهم
وتأملّ ) إشارة إلى كون خبر الثقة متبعاً ، ولو قيل بسقوط كلّ من السيرة والإِطلاق
عن الاعتبار ، بسبب دوران الأمر بين ردعها به وتقييده بها ، وذلك لأجل استصحاب حجّيته
الثابتة قبل نزول الآيتين.
فان قلت : لا مجال لاحتمال
التقييد بها ، فإن دليل اعتبارها مغيىّ بعدم الردع به عنها ، ومعه لا تكون صالحة
لتقييد الإِطلاق مع صلاحيته للردع عنها ، كما لا يخفى.
قلت : الدليل ليس إلّا إمضاءً
الشارع لها ورضاه بها ، المستكشف بعدم الردع عنها في زمان مع إمكانه ، وهو غير
مغيى ، نعم يمكن أن يكون له واقعاً ، وفي علمه تعالى أمد خاص ، كحكمه الابتدائي ،
حيث إنّه ربما يكون له أمر فينسخ ، فالردع في الحكم الامضائي ليس إلّا كالنسخ في
الابتدائي وذلك غير كونه بحسب الدليل مغياً ، كما لا يخفى.
وبالجملة : ليس حال السيرة مع
الآيات الناهية إلّا كحال الخاص المقدّم ، والعام المؤخر ، في دوران الأمر بين
التخصيص بالخاص ، أو النسخ بالعام ، ففيهما يدور الأمر أيضاً بين التخصيص بالسيرة
أو الردع بالآيات فافهم منه ( قدسسره ).
نام کتاب : كفاية الأصول - ط آل البيت نویسنده : الآخوند الخراساني جلد : 1 صفحه : 304