نام کتاب : كفاية الأصول - ط آل البيت نویسنده : الآخوند الخراساني جلد : 1 صفحه : 12
وبالجملة : ليس المعنى في كلمة ( من )
ولفظ الابتداء ـ مثلاً ـ إلّا الابتداء ، فكما لا يعتبر في معناه لحاظه في نفسه
ومستقلاً ، كذلك لا يعتبر في معناها لحاظه في غيرها وآلة ، وكما لا يكون لحاظه فيه
موجباً لجزئيته ، فليكن كذلك فيها.
إن قلت : على هذا لم يبق فرق بين الاسم
والحرف في المعنى ، ولزم كون مثل كلمة ( من ) ولفظ الابتداء مترادفين ، صحّ استعمال
كلّ منهما في موضع الآخر ، وهكذا سائر الحروف مع الأسماء الموضوعة لمعانيها ، وهو
باطل بالضرورة ، كما هو واضح.
قلت : الفرق بينهما إنّما هو في اختصاص
كلّ منهما بوضع ، حيث [ إنّه ] [١]
وضع الاسم ليراد منه معناه بما هو هو وفي نفسه ، والحرف ليراد منه معناه لا كذلك ،
بل بما هو حالة لغيره ، كما مرّت الإِشارة إليه غير مرّة ، فالاختلاف بين الاسم
والحرف في الوضع ، يكون موجباً لعدم جواز استعمال أحدهما في موضع الآخر ، وأنّ اتفقا
فيما له الوضع ، وقد عرفت ـ بما لا مزيد عليه ـ أن نحو إرادة المعنى لا يكاد يمكن
أن يكون من خصوصياته ومقوماته.
ثم لا يبعد أن يكون الاختلاف في الخبر
والانشاء أيضاً كذلك ، فيكون الخبر موضوعاً ليستعمل في حكاية ثبوت معناه في موطنه
، والانشاء ليستعمل في قصد تحققه وثبوته ، وأنّ اتفقا فيما استعملا فيه ، فتأمّل.
ثم إنّه قد انقدح مما حققناه ، إنّه
يمكن أن يقال : إن المستعمل فيه في مثل أسماء الإِشارة والضمائر أيضاً عام ، وأنّ تشخّصه
إنّما نشأ من قبل طور استعمالها ، حيث انَّ أسماء الإِشارة وضعت ليشار بها إلى
معانيها ، وكذا