نام کتاب : لبُّ الاَثر في الجبر و القدر نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 158
ضمن أُمور :
1. الشعار المائز بين الاَشاعرة والمعتزلة
إنّ الاَشاعرة، جعلوا أفعال العباد متعلّقة بإرادته سبحانه
حفظاً لاَصل التوحيد، وأخرجتها المعتزلة عن كونها متعلّقة بها
فراراً عن الجبر وحفظاً لاَصل العدل، ولاَجل ذلك صار كلّ من
التعلّق وعدمه، شعاراً مائزاً بين الطائفتين :
روي أنّ القاضي عبد الجبار المعتزلي (المتوفّى 415 هـ) لمّا
دخل دار الصاحب بن عبّاد، ورأى فيها أبا إسحاق الاِسفرائيني
الاَشعري (المتوفّى 413 هـ) رفع صوته بشعار منهجه، وقال:
سبحان الذي تنزّه عن الفحشاء، معلِناًبذلك انّ الاَشاعرة ـ
ومنهم الاَُستاذ أبو إسحاق، لاَجل قولهم بسعة إرادته لاَفعال
العباد ـ يتهمونه سبحانه بالفحشاء لتعلّق إرادته بمعاصي العباد
في منهجهم، فما قدروا الله حق قدره، فوصفوه بالظلم مكان
وصفه بالعدل.
وأجاب أبو إسحاق بقوله: الحمد لله الذي لا يجري في ملكه
إلاّ ما يشاء، معلناً بأنّ القول بخروج أفعال العباد عن مشيئته،
يستلزم وقوع أشياء في ملكه خارجة عن مشيئته، فما قدروا الله
نام کتاب : لبُّ الاَثر في الجبر و القدر نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 158