نام کتاب : لبُّ الاَثر في الجبر و القدر نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 106
توفّرت له في هذه الدنيا الدنيّة وسائل اللذّة والشهوة فهو سعيد،
ومن أدبرت عنه وتركته في نكبة ومحنة ولا يجد ما يسدّ به
رمقه فهو شقي.
الثالث: ما عليه الملّيون، أعني: الذين لهم عقيدة راسخة
بالمبدأ والمعاد، والجنة ودرجاتها والنار ودركاتها، فمن نال
الجنة ونعيمها فهو من السعداء، ومن دخل النار وجحيمها فهو
من الاَشقياء، وهذا ما يشير إليه قوله سبحانه:
(فأمّا الَّذينَ شَقُوا فَفِي النارِ لَهُمْ فِيها زَفيرٌ وشَهِيقٌ * خالدينَ فيها
مادامتِ السَّمواتُ والاَرضُ إلاّ ما شاءَ ربُّكَ إنّ ربَّكَ فَعّالٌ لما يُريد*
وأمّا الَّذينَ سُعِدوا ففي الجنَّةِ خالدينَ فيِها مادامتِ السَّمواتُ والاَرضُ
إلاّ ما شاءَ رَبُّكَ عطاءً غيرَ مَجذُوذٍ)[1]
فمن دخل الجنّة، فهو السعيد، وإن كان في الدنيا رهين الفقر
والفاقة؛ ومن دخل الجحيم، فهو شقيّ، وإن كان في الدنيا حليف
العيش الرغيد.
إذا وقفت على هذه المعاني الثلاثة للسعادة والشقاء، فاعلم
أنّ المراد منهما في هذا المقام هو المعنى الثالث لخروج الاَوّلين
عمّا يرتئيه الحكيم أو المتكلّم في ذلك المقام، ولا وجه لجعل