نام کتاب : الشفاعة في الكتاب والسنّة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 44
المبحث السادس
طلب الشفاعة من المأذونين بالشفاعة
قد تجلّتِ الحقيقة بأجلى مظاهرها وتبيّن أنّ النبي الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ولفيفاً من الأولياء والصالحين يشفعون عند الله في ظروف خاصة وأنّهم مأذونون من جانبه سبحانه يوم القيامة .
كما تبيّن أنّ المفهوم الواضح لدى العامّة من الشفاعة ، هو دعاء الرسول وطلبه من الله غفرانَ ذنوب عباده ، إذا كانوا أهلا لها . إذن يرجع طلب الشفاعة من الشفيع إلى طلب الدعاء منه لتلك الغاية ، وهل ترى في طلب الدعاء من الأخ المؤمن إشكالا ؟! فضلا عن النبي الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، الذي يُستجاب دعاؤه ولا يُردّ بنص الذكر الحكيم[1] .
فعندما كان النبي الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ حيّاً في دار هجرته ، كان طلبُ أصحابِه الدعاءَ منه ، راجعاً إلى طلب الشفاعة منه والاختلاف في الاسم لا في الواقع والحقيقة .
وبعد انتقاله من الدنيا إلى عالم البرزخ ، يرجع طلب الشفاعة منه أيضاً إلى طلب الدعاء منه لا غير .
فلو أنّ أعرابياً جاء إلى مسجده فطلب منه أن يستغفر له ، فقد طلب منه الشفاعة عند الله . ولو جاء ذاك الرجل بعد رحيله ، وقال له: يا أيّها النبي ، استغفر لي عند الله . أو قال: اشفع لي عند الله، فالجميع بمعنى واحد لبّاً وحقيقةً ، وإنّما يختلفان صورةً وظاهراً . فالإذعان بصحة أحدِهما ، والشك