نام کتاب : الشفاعة في الكتاب والسنّة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 40
المبحث الخامس
أثر الشفاعة
هل هو إسقاط العقاب أو زيادة الثواب؟
هل إنّ نتيجة الشفاعة هو حطّ ذنوب المذنبين وإسقاط العقاب والمضار عنهم والعفو عن العصاة ، أم هي زيادة الثواب ورفع الدرجات للمطيعين؟
لقد ذهب جمهور المسلمين إلى الأوّل ، والمعتزلة إلى الثاني .
إنّ فكرة الشفاعة كانت عند اليهود والوثنيين قبل الإسلام ، إلاّ أنّ الإسلام طرحها مهذّبةً ممّا علق بها من الخرافات .
وغير خفي على من وقف على آراء اليهود والوثنيين في أمر الشفاعة ، أنّ الشفاعة الدارجة بينهم ـ خصوصاً اليهود ـ كانت مبنيّة على رجائهم لشفاعة أنبيائهم وآبائهم في حطّ ذنوبهم وغفران آثامهم ، ولأجل هذا الاعتقاد كانوا يقترفون المعاصي ، ويرتكبون الذنوب تعويلا على ذلك الرجاء .
وفي هذا الموقف يقول سبحانه ردّاً على تلك العقيدة الباعثة على الجرأة: ( مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ )[1] . ويقول أيضاً رفضاً لتلك الشفاعة المحرّرة من كل قيد: ( ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى)[2] . وحاصل الآيتين أنّ أصل الشفاعة التي يدّعيها اليهود ويلوذ بها الوثنيّون حقّ ثابتٌ في