responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 571

أُذنه اليمنى ويسمع الصوت بالأُذن اليسرى ويشعر به ويكون المصوت على اليمين، ومعلوم أنّه لا يصل التموّج إلى الأُذن اليسرى إلاّ بعد أن ينعطف على اليمين.

وفيه نظر; لأنّا نمنع حينئذ إدراك الجهة. وفرقهم بين البعيد والقريب باطل، وإلاّ لكنّا لا ندرك الفرق بين البعيد القوي والقريب الضعيف، ولكنّا إذا سمعنا صوتين متساويين في البعد، مختلفين بالقوة والضعف، يُظن أنّ أحدهما قريب والآخر بعيد. وبالجملة: كان يشتبه علينا القوة والضعف بالقرب والبعد، ولمّا لم يكن كذلك بطل ما قالوه.

واعترض: بأنّا نسلّم أنّا ندرك الصوت الحاصل في تلك الجهة، لكن لا ندرك منه كونه في تلك الجهة; لأنّ كونه في تلك الجهة معناه أنّه موجود في جسم حاصل في تلك الجهة، والسمع لا تعلّق له بذلك، وإذا كان كذلك لم يكن لإثبات الصوت قبل وصوله إلى الصماخ منفعة في إدراك جهته، فالمعتمد في إبطال هذا الوهم، ما تقدم من أنّا ندرك الصوت قبل وصول الهواء إلى الصماخ.

وفيه نظر، فإنّا إنّما سعينا لإثبات الصوت في الخارج في تلك الجهة سواء كان ذلك مستفاداً من الحسّ أو العقل.

قال أبو البركات في سبب إدراك الجهة: قد علمنا أنّ هذا الإدراك إنّما يحصل أوّلاً بقرع الهواء المتموّج لتجويف الصماخ، ولهذا يصل من الأبعد في زمان أطول، لكن بمجرّد إدراك الصوت القائم بالهواء القارع لايحصل الشعور بالجهةوالقرب والبعد، بل ذلك إنّما يحصل بتتبّع الأثر الوارد من حيث ورد وما بقي منه في الهواء الذي هو في المسافة التي منها ورد.

والحاصل: أن عند غفلتنا يرد علينا هواء قارع، فندركه عند الصماخ، وذلك القدر لا يفيد إدراك الجهة، بل إنّا بعد ذلك نتبعه بتأمّلنا، فيتأدّى إدراكنا من

نام کتاب : نهاية المرام في عـلم الكــلام نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 571
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست