responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 318

فينا على الآلة وممتنع صدوره عنّا بدونها، لكن لا يدلّ ذلك على كونه ممتنعاً في حقّه تعالى أيضاً بدون الجارحة والآلة ; لعموم قدرته التامّة وضعف قدرتنا الناقصة، وكلّ ما أخبر الأنبياء(عليهم السلام)عن الله تعالى من الممكنات يجب تصديقهم فيه على ما أخبروا به من غير تأويل وصرف عن ظاهره.

وهذا معنى قوله: (وعموميّة قدرته تدلّ على ثبوت الكلام): أي بعد ضمّ إخبار الأنبياء(عليهم السلام)كما عرفت فالكلام الّذي هو من صفته تعالى هو بمعنى التكلّم; فإنّ المتكلّم هو من قام به التكلّم لا من قام به الكلام وهذا ظاهر جدّاً.

والأشاعرة توهّموا أنّ الصفة هو الكلام بمعنى ما به التكلّم، والمتكلّم هومن قام به الكلام بهذا المعنى، وأطلقوا القول بأنّ القرآن قديم، وأنّ من قال بخلق القرآن وحدوثه مبدعٌ، بل كافر .

ثمّ لمّا رأوا أنّ الكلام بهذا المعنى ـ الّذي حقيقته ليست إلاّ الأصوات والحروف الحادثة ـ لا يجوز أن يكون قديماً قائماً بذاته تعالى، اخترعوا أمراً محالاً سمّوه بالكلام النفسيّ، وقالوا: إنّه هو مدلول الكلام اللّفظيّ، وأرادوا به غير العلم بمدلولات الألفاظ، وغيرَ إرادة إلقاء الكلام، وغيرَ القدرة على ذلك، وغيرَ حديث النفس .

وقالوا: إنّه أمر واحد في نفسه ليس بخبر ولا أمر ولا نهي إلى غير ذلك، ولا يدخل فيه ماض ولا حالٌ ولا استقبال. وقالوا: إنّ الكلام حقيقةً ليس إلاّ ذلك، واللّفظيّ إنّما يسمّى كلاماً لدلالته على ذلك .[1]


[1] لاحظ : محصل أفكار المتقدّمين والمتأخرين: 128 ـ 130 .

نام کتاب : شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام نویسنده : اللاهيجي، عبد الرزاق    جلد : 5  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست