إنّ الاحتجاج بترك الصحابة عملاً من الأعمال وأنّهم مثلاً:(لم يتوسّلوا بالنبي بعد رحيله وإنّما توسّلوا بعم النبي العباس) من غرائب الكلام، إذ لم يقل أحد بأنّ ترك الصحابة فعلاً من الأفعال، دليل على حرمته، وإنّما يحتج بفعلهم على جوازه، لا بتركهم.
فإذاً فما معنى قول الشيخ بأنّ الصحابة لم يتوسّلوا بالنبي بعد رحيله، مضافاً إلى أنّهم توسّلوا به بعد رحيله كما تقدّم ذكره.
الأمر الثاني: أعني: لو كان التوسّل بالنبي ـ بعد رحيله ـ جائزاً لما عُدِل إلى التوسّل بالعباس، فقد خفي على القائل وجه المعدول وليس هو إلاّ أنّ الخليفة حاول أن يوسط بين المستسقين وربّهم إنساناً مقرباً يكون شريكهم في الحياة ومثيلهم في المصير، وأمّا النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم)فهو وإن كان ذا مكانة عالية، لكنّه لأجل رحيله لم يكن
[1] المواهب اللدنيّة:4/277، تحقيق صالح أحمد التاجي.
نام کتاب : حوارات عقائدية معاصرة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 100