responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاجوبة الهادية إلى سواء السبيل نویسنده : الحسيني، عبدالله    جلد : 1  صفحه : 95

أمّا النوم في فراش النبيّ(صلى الله عليه وآله) والتضحية بالنفس في سبيل الهدف المقدّس فهو شأن الرجال العظام الذين يُؤثِرون بقاء الدِّين ونصرته على أيّ شيء آخر ، وفي تلك الظروف لم يكن لأحد أن يتصدّى لتلك المهمّة العظيمة غير عليّ(عليه السلام) . ولذلك جعله النبيّ(صلى الله عليه وآله) في مكان نومه حتّى يوهم الأعداء ببقائه وعدم مغادرته لبيته . وقد أثنى القرآن الكريم على تلك التضحية العظيمة من أمير المؤمنين(عليه السلام)بقوله تعالى : (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)[1] .

لذا فإنّ هذا العمل العظيم الذي قام به الإمام(عليه السلام) والذي قلَّ نظيره في تاريخ البشريّة ، لا يمكن اعتباره عملاً عديم الأهمّية ـ كما توهّم السائل ـ وأنّه يدلّ على عدم اهتمام النبيّ(صلى الله عليه وآله) بشخص عليّ(عليه السلام) بحيث جعله في معرض الخطر ، فهذا كلامٌ بعيد كلّ البُعد عن الإنسانيّة وروح الإنصاف والعقلانيّة .

أمّا ما ربما يقال بأن علياً علم بأنّه لا يُقتل... فهو كلامٌ بلا أساس ، لأنّ ذلك جاء في التاريخ بشكل مغاير ، فبعد ليلة الهجرة بليلتين تشرّف الإمام عليّ(عليه السلام) ـ وكان بصحبته هند بن أبي هالة ـ بزيارة النبيّ(صلى الله عليه وآله) في إحدى الليالي ، حيث قال له النبيّ(صلى الله عليه وآله) : «إنّهم لن يصلوا إليك من الآن بأمر تكرهه»[2] ; فقوله لن يصلوا... الخ، دليل على أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)أخبر علياً (عليه السلام)بأنّه لا يصل إليه أي مكروه من تلك الساعة دون الساعات المتقدمة فقد كان الخطر محدقاً به.


[1] البقرة : 207 . لاحظ : أُسد الغابة : 4 / 25 .

[2] جاء بهذه الجملة ابن هشام والطبري وابن الأثير .

نام کتاب : الاجوبة الهادية إلى سواء السبيل نویسنده : الحسيني، عبدالله    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست