responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاجوبة الهادية إلى سواء السبيل نویسنده : الحسيني، عبدالله    جلد : 1  صفحه : 177

من السيطرة على شؤون الدولة ، وتستتب له الأُمور ، ثم يعزله بعد ذلك، لكنّه(عليه السلام)رفض هذا الاقتراح وعزل معاوية ولم يدعه في منصبه يوماً واحداً .

وهنا قام معاوية ـ طالب الدُّنيا ـ بالتمرّد على الإمام(عليه السلام) بدعوى المطالبة بدم عثمان ، وحاول اتّهام الإمام(عليه السلام) بالمشاركة في قتله .

هذه هي الظروف التي كتب فيها الإمام(عليه السلام) تلك الرسالة لمعاوية ، لخّص له فيها سبب تمرّده وبيَّن له فيها أنّه على علم بما يدور في خَلده ، وهو أنّ قيامك وتمرّدك يعود إلى أمرين :

الأوّل : أنّك تدّعي أنّ خلافتي غير مشروعة ، في حين أنّ خلافتي تتّصف بنفس مواصفات خلافة مَنْ سبقني من جهة الكمّ والكيف ; فالأشخاص الذين بايعوني هم نفس الأشخاص الذين بايعوا الخلفاء الثلاثة .

الثاني : إن كنت تعتمد على اتّهامي بقتل عثمان فأنت تعلم أنّني بريءٌ من ذلك ولذلك كتب في ذيل رسالته: «لَئِنْ نَظَرْتَ بِعَقْلِكَ دُونَ هَوَاكَ لَتَجِدَنِّي أَبْرَأَ النَّاسِ مِنْ دَمِ عُثْمانَ » .[1]

من هنا يتبيّن لنا أنّ الإمام علياً(عليه السلام) لم يكن في مقام بيان مسألة كلاميّة وعقائديّة ، بل كان في مقام قطع الطريق أمام معاوية الذي تمرّد عليه ، وفَضْح دعواه الزائفة عن طريق سلوك الأُسلوب الجدلي المنطقي .

وكان هذا ديدنه(عليه السلام) مع كثيرين ، فقد واجه طلحة والزبير وكذلك الخوارج بنفس ذلك الاُسلوب المنطقي تفادياً لوقوع الحروب وإراقة الدِّماء .


[1] نهج البلاغة: 3 / 7، الكتاب رقم 6 .

نام کتاب : الاجوبة الهادية إلى سواء السبيل نویسنده : الحسيني، عبدالله    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست