responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام نویسنده : البيشوائي، مهدي    جلد : 1  صفحه : 440

هل الإمام كان راغباً في هذا الأمر؟

وكلّ ما قلناه لا يعني انّ الإمام كان راغباً باطناً بولاية العهد، وقد كان يعلم ـ كما أظهرت الأحداث بعد ذلك ـ انّه لن يسلم من دسائس المأمون وأشياعه ولن ينجو بحياته فضلاً عن مركزه، وكان متيقناً من أنّ المأمون سوف يقوم وبكلّوسيلة بالقضاء عليه جسدياً أو معنوياً للتخلّص منه.

حتى لو انّ المأمون لم يبيّت له أيّة نيّة سوء، فإنّ أمله بالبقاء على قيد الحياة إلى ما بعد وفاة المأمون وهو بهذه السن ضعيف جداً. إذن ألا يبرر كلّ ذلك مبادرة الإمام لقبول ولاية العهد؟! وفضلاً عن كلّ ذلك لو كان الإمام يأمل بالبقاء على قيد الحياة إلى ما بعد وفاة المأمون لكان يصطدم بتلك العناصر القوية النافذة التي لم ولن ترضى عن سلوكه في الحكم.

وكذلك كان سيصطدم بمؤامرات العباسيين وأشياعهم في حكمه، وهو الذي يريد أن يحكم بحكم جديه رسول اللّه وعلي و يسير بسيرتهما ممّا قد يخلق له مشاكل هائلة.

فالسلبية هي الموقف الصحيح

وبملاحظة ما تقدّم نفهم انّه من الطبيعي أن لا يفكّر الإمام في الوصول إلى الحكم عن مثل هذاالطريق المحفوف بالأخطار الذي ليس فقط لا يحقّق له أي هدف من أهدافه، بل على العكس سوف يكون سبباً للقضاء عليه وعلى العلويين وآمالهم وأهدافهم. ولسوف يكون إقدامه على هذا النوع من العمل عملاً انتحارياً غير منطقي.

نام کتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام نویسنده : البيشوائي، مهدي    جلد : 1  صفحه : 440
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست