responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام نویسنده : البيشوائي، مهدي    جلد : 1  صفحه : 299

وراح هشام الذي أخطأ في تقديره وذهبت خططه أدراج الرياح يضطرب في مجلسه، فلم يتمالك نفسه إلاّ أن قال: أجدت يا أبا جعفر وأنت أرمى العرب والعجم، هلا زعمت أنّك كبرت عن الرمي!!

ثمّ أطرق يفكّر للحظة ثم أقعد الإمام الباقر وابنه الكريم عن يمينه وكرّمهما فقال له: يا محمد لا تزال العرب والعجم تسودها قريش مادام فيهم مثلك، للّه درّك مَن علّمك هذا الرمي، وفي كم تعلّمته؟

فقال الإمام: «قد علمت أنّ أهل المدينة يتعاطونه فتعاطيته أيّام حداثتي ثمّ تركته، فلمّا أردت أنت منّي ذلك عدت فيه».

وقال: أيرمي جعفر (الصادق ـ عليه السَّلام ـ ) مثل رميك؟ فقال الإمام: «نحن نتوارث الكمال والتمام اللّذين أنزلهما اللّه على نبيه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ في قوله: (اليَوم أَكْمَلت لَكُمْ دينكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَليكُمْ نِعْمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الإِسْلام دِيناً)[1] والأرض لا تخلو ممّن ـ الحجّة ـ يكمل هذه الأُمور التي يقصر غيرنا عنها».[2]

مناظرة مع أُسقف المسيحيين

وعلى الرغم من أنّ بلاط هشام لم يكن المكان المناسب لإظهار منزلة الإمام الباقر العلمية وعظمتها، ولكن ولحسن الحظ سنحت فرصة مناسبة جداً للإمام قبل أن يغادر دمشق استطاع أن يستغلّها جيداً في توعية الرأي العام وتبيين مقامه العلمي الكبير ممّا دفع بالناس ان يموجوا ويخوضوا ويتحدّثوا عن ذلك، وحينها لم يكن لهشام الذريعة الكافية ليتجاسر على الإمام أكثر من ذلك، ولذا لم يكن أمامه غير السماح له بالرجوع إلى المدينة.


[1]المائدة: 3.
[2]دلائل الإمامة: 105.

نام کتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام نویسنده : البيشوائي، مهدي    جلد : 1  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست