responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام نویسنده : البيشوائي، مهدي    جلد : 1  صفحه : 281

لا أعود لمثلها.

أثرت كلمات الأُستاذ المنطقية والبليغة عليه بشدة، وقرّر عمر منذ ذلك اليوم بأن لا يذكر علياً بسوء، ولكنّه كان يسمع في الإزقة والسوق وحينما يلعب مع الأطفال وفي كلّ مكان لعن الناس لعلي بلا خوف حتى حدثت الحادثة الثانية وجعلته أكثر رسوخاً ومضياً في قراره.

الاعتراف الكبير

وكانت الحادثة الثانية هي انّ عبد العزيز أبا عمر كان والياً على المدينة من قبل الحكم الأموي، وكان يلعن علياً في أيّام الجمعة كالعادة ويختم خطبته بلعنه.

وذات يوم سأل عمر أباه: يا أبتي أنت أفصح الناس وأخطبهم، فمابالي أراك إذا أتيت على ذكر علي عرفت منك تقصيراً؟!

فقال: يا بني لو علم من تحت منبرنا من فضل هذا الرجل ما يعلمه أبوك لم يتبعنا منهم أحد.

فلمّا سمع عمر هذا الاعتراف اهتز لذلك، وقد كانت كلمات أُستاذه لا تزال تدوي في أُذنه، وعاهد اللّه بأن يقضي على هذه البدعة إذا ما تقلّد الخلافة في يوم من الأيام.

فلمّا تقلّدها عام 99 هجرية حقّق أُمنيته القديمة وأمر أن تقرأ آية:( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسانِ وَإيتاءِذِي الْقُربى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون)[1] بدل لعن علي ـ عليه السَّلام ـ على المنابر.

فرحب الناس بهذا القرار ومدح الشعراء والمحدّثون ذلك.[2]


[1]النحل: 90.
[2]الكامل في التاريخ:5/42; مروج الذهب:3/183; شرح النهج:3/59.

نام کتاب : سيرة الأئمة عليهم السَّلام نویسنده : البيشوائي، مهدي    جلد : 1  صفحه : 281
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست