نام کتاب : دور الشــيعــة في بناء الحضارة الاِسلاميّة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 82
«السلام على همدان ، السلام على همدان» ثمّ تتابع أهل اليمن على الإسلام[1] .
فكان تمسّكهم بعرى الإسلام على يد عليّ_ عليه السلام _ ، وصار هذا أكبر العوامل لصيرورتهم علويين مذهباً ونزعة . وفي ظلّ هذه النزعة ضحّوا بأنفسهم ونفيسهم بين يدي عليّ_ عليه السلام _ في حروبه .
أضف إليه أنّهم سمعوا من المصطفى_ صلى الله عليه وآله وسلم _ فضائل إمامهم ومناقبه غير مرّة ، وهذا ممّا زادهم شوقاً وملأ قلوبهم حبّاً وولاءً له ، فقد روى المحدثون : أنّ اليمانّيين طلبوا من النبيّ_ صلى الله عليه وآله وسلم _ أن يبعث إليهم رجلا يفقّههم في الدين ويعلّمهم السنن ويحكم بينهم بكتاب الله ، فبعث النبيّ_ صلى الله عليه وآله وسلم _ علياً وضرب على صدره وقال : «اللّهمّ اهد قلبه ، وثبّت لسانه» . قال الإمام عليّ_ عليه السلام _ : «فما شككت في قضاء بين اثنين حتّى الساعة»[2] .
بقي الإمام عليّ_ عليه السلام _ بينهم مدّة يفقّههم في الدين ، ويقضي بكتاب الله ، ويحلّ المشاكل القضائية ، بما تنبهر به العقول .
ومن هنا تتوضّح الصورة عن حقد الأُمويين على أهل اليمن وقسوتهم في تعاملهم معهم ، كما فعل ذلك بسر بن أُرطاة عند حملته على اليمن ، حيث لم يترك محرّماً إلاّ استحلّه ، ولا جريمة إلاّ فعلها فلحقته اللعنة في الدارين .
نعم إنّ شيعة أهل اليمن كانوا من خلّص شيعة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب_ عليه السلام _ ، فلا غرو ولا غرابة أن يذكرهم في شعره بقوله :
فلو كنت بوّاباً على باب جنّة * لقلت لهمدان ادخلي بسلام
وممّا يدل على فرط حبّهم وولائهم لعليّ_ عليه السلام _ ما قاله سيّدهم سعيد بن قيس
[1] ابن الأثير ، الكامل 2 : 300 في حوادث السنة العاشرة ،ط دار صادر .
[2] كنز العمال 6 : 158 و 392 باب فضائل عليّ .
نام کتاب : دور الشــيعــة في بناء الحضارة الاِسلاميّة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 82