responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دور الشــيعــة في بناء الحضارة الاِسلاميّة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 4

ومن هنا فإنّ أيّ تعبير عن الحضارة التي سادت إبّان تلك الحقبة الزاهرة من حياة البلاد العربية وما يجاورها، فإنّ المراد به الاِشارة إلى الحضارة الاِسلامية بكلّ أبعادها وأُسس بنيانها، والتي شارك فيها جميع المسلمين، المخلصين لرسالة السماء التي جاء بها نبيّ الرحمة محمّد_ صلى الله عليه وآعله وسلم _.

إنّ المسلمين الاَوائل وبفضل جهدهم المخلص في بناء حياة الاَُمم والشعوب، استطاعوا أن يقيموا للاِسلام حضارة عظيمة ورائعة مترامية الاَطراف كانت متوازية مع خطّ انتشار الدعوة الاِسلامية، فلا غرو أن تخفق راياتها في بقاع واسعة من العالم تمتد من حدود الصين شرقاً إلى المحيط الاَطلسي غرباً.

بلى لقد استطاع المسلمون أن يقيموا حضارة حقيقية ترتكز على أُسس أخلاقية وعقائدية سماوية، ضربت جذورها في أعماق البناء الاِنساني واستطاعت أن تجعل منه وكما أراد خالقه له أن يكون خليفته في أرضه.

وإذا كان «ويل دورانت» في كتابه الشهير «قصّة الحضارة» قد أشار إلى أنّ الحضارة تتألّف من عناصر أربعة، وهي:

1 ـ الموارد الاقتصادية.

2 ـ النظم السياسية.

3 ـ التقاليد الخلقية.

4 ـ متابعة العلوم والفنون.

وهي تبدأ حيث ينتهي الاضطراب والقلق؛ لاَنّه إذا ما أمن الاِنسان من الخوف تحرّرت في نفسه دوافع التضلّع وعوامل الاِبداع والاِنشاء، وبعدئذ لا تنفكّ الحوافز الطبيعية تستنهضه للمضي في طريقه إلى فهم الحياة وازدهارها[1].

فإنّ ما ذكره ذلك العالم الباحث من أُسس الحضارة وأركانها يرجع إلى تفسير


[1] ويل دورانت، قصة الحضارة 1: 3.

نام کتاب : دور الشــيعــة في بناء الحضارة الاِسلاميّة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 4
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست