لا نريد من الشعر في المقام الاَلفاظ المسبوكة، والكلمات المنضَّدة على أحد
الاَوزان الشعرية، وانّما نريد منه ما يحتوي على المضامين العالية في الحياة، وما يبثّ
روح الجهاد في الاِنسان، أو الذي يشتمل على حجاج في الدين أو تبليغ للحقّ.
وعلى مثل هذا الشعر بنيت الحضارة الاِنسانية، وهو مقياس ثقافة الاَُمّة ورقيّها،
وله خلود عبر القرون لا تطمسه الدهور والاَيّام.
فما نقرأه في الذكر الحكيم من التنديد بالشعراء من قوله تعالى: (والشُّعَراءُ
يَتَّبِعُهُمُ الغاوون )[2]، إنّما يراد بذلك الشعراء المأجورون الذين يتاجرون بالشعر
فيقلبون الحقائق، ويصنعون من الظالم مظلوماً، ومن المظلوم ظالماً، ولاَجل ذلك
قال سبحانه: (أَلمْ تَرَ أَنَّـهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَـهيمُونَ * وأَنَّـهُمْ يَقُولُونَ ما لا)
[1] نحتفظ منها بنسخة بخطّ السيد الاِمام الخميني1 وفرغ من نسخها عام 1346هـ.
[2] الشعراء: 224.
نام کتاب : دور الشــيعــة في بناء الحضارة الاِسلاميّة نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 18