يكفي أنّه كان يجلس في مسجد رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ويجتمع الناس حوله فيتكلّم بما
يشفي غليل السائل ويقطع حجج المجادلين. من ذلك ما رواه الاِمام أبو الحسن عليّ
ابن أحمد الواحدي في تفسير الوسيط: أنّ رجلاً دخل إلى مسجد المدينة فوجد
شخصاً يحدّث عن رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ والناس حوله مجتمعون فجاء إليه الرجل، قال:
أخبرني عن (شاهد ومشهود)[1] فقال: «نعم، أمّا الشاهد فيوم الجمعة
والمشهود فيوم عرفة».
فتجاوزه إلى آخر غيره يحدّث في المسجد، فسأله عن ( شاهد ومشهود ) قال:
«أمّا الشاهد فيوم الجمعة، وأمّا المشهود يوم النحر».
قال: فتجاوزه إلى ثالث، غلام كأنّ وجهه الدينار، وهو يحدّث في المسجد،
فسأله عن شاهد ومشهود، فقال: «نعم، أمّا الشاهد فرسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ وأمّا المشهود
فيوم القيامة، أما سمعته عزّ وجلّ يقول: (يا أيُّها النَّبِيُّ إنّا أرْسَلْناك شاهِداً
وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً )[2]، وقال تعالى: (ذلِكَ يَومٌ مَجمَوعٌ لَهُ النَّاسُ وذلِكَ يَومٌ
مَشْهُودٌ ) »[3].
فسأل عن الاَوّل، فقالوا: ابن عبّاس، وسأل عن الثاني، فقالوا: ابن عمر،