responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاَئمّة الاثنا عشر نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 30

تمزيق رسالة النبي _ صلى الله عليه وآله وسلم _، وتوجيه الاِهانة إلى سفيره بإخراجه من بلاطه، والكتابة إلى واليه وعامله على اليمن بأن يوجّه إلى المدينة من يقبض على رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _، أو يقتله إن امتنع.

و«خسرو» هذا وإن قتل في زمن رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ إلاّ أنّ استقلال اليمن ـ التي رزخت تحت استعمار الامبراطورية الاِيرانية ردحاً طويلاً من الزمان ـ لم يغب عن نظر ملوك إيران آنذاك، وكان غرور أُولئك الملوك وتجبّـرهم وكبرياؤهم لا يسمح بتحمّل منافسة القوة الجديدة (القوة الاِسلامية) لهم.

والخطر الثالث كان هو خطر حزب النفاق الذي كان يعمل بين صفوف المسلمين كالطابور الخامس على تقويض دعائم الكيان الاِسلامي من الداخل إلى درجة أنّهم قصدوا اغتيال رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ في طريق العودة من تبوك إلى المدينة.

فقد كان بعض عناصر هذا الحزب الخطر يقول في نفسه: إنّ الحركة الاِسلامية سينتهي أمرها بموت رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ورحيله، وبذلك يستريح الجميع[1].

ولقد قام أبو سفيان بن حرب بعد وفاة رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ بمكيدة مشؤومة لتوجيه ضربة إلى الاَُمّة الاِسلامية من الداخل، وذلك عندما أتى علياً _ عليه السلام _ وعرض عليه أن يبايعه ضدّ من عيّنه رجال السقيفة، ليستطيع بذلك تشطير الاَُمّة الاِسلامية الواحدة إلى شطرين متحاربين متقاتلين، فيتمكّن من التصيّد في الماء العكر.

ولكنّ الاِمام علياً _ عليه السلام _ أدرك بذكائه البالغ نيّات أبي سفيان الخبيثة، فرفض مطلبه وقال له كاشفاً عن دوافعه ونيّاته الشريرة:

«والله ما أردت بهذا إلاّ الفتنة، وإنّك ـ والله ـ طالما بغيت للاِسلام شرّاً. لاحاجة لنا في نصيحتك»[2].


[1] أشارت إلى ذلك الآية الكريمة 30 من سورة الطور: صأم يقولون شاعرٌ نتربّصُ به ريبَ المنونش.
[2] الكامل في التاريخ 2: 222، العقد الفريد 2: 249.
نام کتاب : الاَئمّة الاثنا عشر نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست