responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاَئمّة الاثنا عشر نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 28

تنصيب علي _ عليه السلام _ للاِمامة

لا شكّ في أنّ الدين الاِسلامي دين عالميّ، وشريعة خاتمة، وقد كانت قيادة الاَُمّة الاِسلامية من شؤون النبيّ الاَكرم _ صلى الله عليه وآله وسلم _ما دام على قيد الحياة، وطبع الحال يقتضي أن يوكل مقام القيادة بعده إلى أفضل أفراد الاَُمّة وأكملهم.

إنّ في هذه المسألة؛ وهي أنّ منصب القيادة بعد النبيّ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ هل هو منصب تنصيصيّ تعيينيّ أو أنّه منصب انتخابيّ؟ اتّجاهين:

فالشيعة ترى أنّ مقام القيادة منصب تنصيصيّ، ولابدّ أن يُنصّ على خليفة النبيّ من السماء، بينما يرى أهل السنّة أنّ هذا المنصب انتخابيّ جمهوريّ؛ أي أنّ على الاَُمّة أن تقوم بعد النبيّ باختيار فرد من أفرادها لاِدارة البلاد.

إنّ لكل من الاتّجاهين المذكورين دلائل، ذكرها أصحابهما في الكتب العقائدية، إلاّ أنّ ما يمكن طرحه هنا هو تقييم ودراسة المسألة في ضوء دراسة وتقييم الظروف السائدة في عصر الرسالة؛ فإنّ هذه الدراسة كفيلة بإثبات صحّة أحد الاتّجاهين.

إنّ تقييم الاَوضاع السياسية داخل المنطقة الاِسلامية وخارجها في عصر الرسالة يقضي بأنّ خليفة النبىّ _ صلى الله عليه وآله وسلم _لابدّ أن يعيَّـن من جانب الله تعالى، ولا يصحّ أن يوكل هذا إلى الاَُمّة؛ فإنّ المجتمع الاِسلامي كان مهدّداً على الدوام بالخطر الثلاثي (الروم ـ الفرس ـ المنافقون) بشنّ الهجوم الكاسح، وإلقاء بذور الفساد والاختلاف بين المسلمين.

كما أنّ مصالح الاَُمّة كانت توجب أن تتوحّد صفوف المسلمين في مواجهة الخطر الخارجي، وذلك بتعيين قائد سياسي من بعده، وبذلك يسدّ الطريق على نفوذ العدو في جسم الاَُمّة الاِسلامية والسيطرة عليها، وعلى مصيرها.

نام کتاب : الاَئمّة الاثنا عشر نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست