القيم الاَخلاقية والقواعد الاِنسانية وطريقة الحياة السعيدة، وتحقيقاً لهذا الهدف
الساميّ تولّى النبي الكريم _ صلى الله عليه وآله وسلم _ بنفسه تربية عليّ _ عليه السلام _ بعد ولادته، وذلك عندما أتت
فاطمة بنت أسد بوليدها عليّ _ عليه السلام _ إلى رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ فلقيت من رسول الله حبّاً
شديداً لعليّ حتّى أنّه قال لها: «اجعلي مهده بقرب فراشي» وكان _ صلى الله عليه وآله وسلم _ يطهّر علياً في
وقت غسله، ويوجره اللّبن عند شربه، ويحرّك مهده عند نومه، ويناغيه في يقظته،
ويلاحظه ويقول: «هذا أخي، ووليّي، وناصري، وصفيّي، وذخري، وكهفي،
وصهري، ووصيّي، و زوج كريمتي، وأميني على وصيّتي، وخليفتي»[1].
ولقد كانت الغاية من هذه العناية هي أن يتمّ توفير الضلع الثاني في مثلّث
الشخصية (وهو التربية) بواسطته _ صلى الله عليه وآله وسلم _، وأن لا يكون لاَحد غير النبيّ_ صلى الله عليه وآله وسلم _ دخل في
تكوين الشخصية العلوية الكريمة.
وقد ذكر الاِمام عليّ _ عليه السلام _ ما أسداه الرسول الكريم إليه وما قام به تجاهه في تلكم
الفترة إذ قال:
«وقد علمتم موضعي من رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ بالقرابة القريبة، والمنزلة الخَصيصة،
وضعني في حجره وأنا وليد، يضمّني إلى صدره، ويَكنُفني في فراشه، ويمسُّني
جسدَه، ويُشمّني عَرْفَه، وكان يمضغ الشيء ثمّ يُلقمنيه»[2].
النبي يأخذ عليّاً إلى بيته:
وإذ كان الله تعالى يريد لولي دينه أن ينشأ نشأة صالحة وأن يأخذ النبي عليّاً
إلى بيته وأن يقع منذ نعومة أظفاره تحت تربية النبي الاَكرم _ صلى الله عليه وآله وسلم _، ألفت نظر نبيّه إلى
ذلك.