تعود شخصية كلّ إنسان ـ حسب مايرى علماء النفس ـ إلى ثلاثة عوامل
هامّة لكلّ منها نصيب وافر في تكوين الشخصية وأثر عميق في بناء كيانها.
وكأنّ الشخصية الاِنسانية لدى كل إنسان أشبه بمثلث يتألّف من اتّصال هذه
الاَضلاع الثلاثة بعضها ببعض، وهذه العوامل الثلاثة هي:
1 ـ الوراثة.
2 ـ التعليم والثقافة.
3 ـ البيئة والمحيط.
إنّ كلّ ما يتّصف به المرء من صفات حسنة أو قبيحة، عالية أو وضيعة تنتقل
إلى الاِنسان عبر هذه القنوات الثلاث، وتنمو فيه من خلال هذه الطرق.
وإنّ الاَبناء لا يرثون منّا المال والثروة والاَوصاف الظاهرية فقط كملامح
الوجه ولون العيون وكيفيات الجسم، بل يرثون كلّ ما يتمتّع به الآباء من
خصائص روحية وصفات أخلاقية عن طريق الوراثة كذلك.
فالاَبوان ـ بانفصال جزئي «الحويمن» و «البويضة» المكوّنين للطفل منهما ـ إنّما
ينقلان ـ في الحقيقـة ـ صفاتهما ملخّصة إلى الخلية الاَُولى المكوّنة من ذينك
الجزأين، تلك الخلية الجنينية التي تنمو مع ما تحمل من الصفات والخصوصيات
الموروثة.
ويشكّل تأثير الثقافة والمحيط، الضلعين الآخرين في مثلث الشخصية
الاِنسانية، فإنّ لهذين الاَمرين أثراً مهمّاً وعميقاً في تنمية السجايا الرفيعة المودعة
في باطن كل إنسان بصورة فطرية جبليّة أو الموجودة في كيانه بسبب الوراثة من
الاَبوين.