responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 184

من الكهنة والسحرة والمجانين؟!

فالله سبحانه يقول: ((إنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً))، ليترتب على ذلك زوال كلّ ما أُلصق به من صفات باطلة وتهم مزيّفة قبل الهجرة وبعدها.

فعلى هذا فالآية لو لم تدلّ على عظمة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)خلقاً ومنطقاً وحنكة ، فهي لا تدلّ على أنّه كان عاصياً لله سبحانه.

ثمّ إنّ لابن تيمية ذريعة أُخرى لاتّهام النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بعدم العصمة وهو ذيل الآية، قال في «مجموع الفتاوى»: وقد قال الله لنبيّه بعد صلح الحديبية وبيعة الرضوان: ((إنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً* لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً* وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزيزاً))، فأخبر أنّه فعل هذا ليهديه صراطاً مستقيماً، فإذا كان هذا حاله فكيف بحال غيره.[1]

وكان عليه أن يستدلّ على ما رامه بأنّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يقرأ كلّ يوم سورة الحمد ويقول:((إهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقيمَ))، فلو كان على صراط مستقيم فما معنى طلبه الهداية على الصراط المستقيم؟!

ولكنّ المقصود واضح لمن صفا قلبه وخلت روحه عن الحقد والعناد، فالمراد بـ ((وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقيماً)) أي يثبّتك على صراط مستقيم; كما هو المراد من قوله: ((إهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقيمَ)).

ثمّ إنّ ذيل الآية: ((وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزيزاً)) خير دليل على أنّ المراد هو أنّه سبحانه يثبّت النبي في الطريق المتصل إلى الغاية، الذي سلكه بعد


[1] مجموع الفتاوى:22/401.
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست