responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 182

كانوا لينسوا زهوق ملّتهم وانهدام سنّتهم وطريقتهم،ولا ثارات من قتل من صناديدهم دون أن يشفوا غليل صدورهم بالانتقام منه وإمحاء اسمه وإعفاء رسمه، غير أنّ الله سبحانه رزقه(صلى الله عليه وآله وسلم)هذا الفتح وهو فتح مكة أو فتح الحديبية المنتهي إلى فتح مكة، فذهب بشوكتهم وأخمد نارهم، فستر بذلك عليه ما كان لهم عليه(صلى الله عليه وآله وسلم)من الذنب وآمنه منهم.

فالمراد بالذنب ـ والله أعلم ـ التبعة السيئة التي لدعوته(صلى الله عليه وآله وسلم) عند الكفّار والمشركين، وهو ذنب لهم عليه كما في قول موسى لربه:((وَلَهُمْ عَليَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُون)) [1]، وما تقدّم من ذنبه هو ما كان منه(صلى الله عليه وآله وسلم)بمكة قبل الهجرة، وما تأخّر من ذنبه هو ما كان منه بعد الهجرة، ومغفرته تعالى لذنبه هي ستره عليه بإبطال تبعته بإذهاب شوكتهم وهدم بنيتهم، ويؤيد ذلك ما يتلوه من قوله: ((وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ)) إلى قوله سبحانه: ((وَيَنْصُرَكَ نَصْراً عَزيزاً)).[2]

وبكلمة قصيرة: المراد، هو الذنب من منظار المشركين كما هو المراد في قصة موسى(عليه السلام)حيث إنّ قتل القبطي كان ذنباً عندهم.

وللإمام الثامن علي بن موسى الرضا(عليه السلام) كلام يؤيد هذا التفسير، وهو ما أجاب به المأمون الذي سأله قائلاً: فأخبرني عن قول الله تعالى:((لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ)) فقال الرضا(عليه السلام): «لم يكن أحد عند مشركي مكة أعظم ذنباً من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ; لأنّهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة وستين صنماً، فلمّا جاءهم(صلى الله عليه وآله وسلم) بالدعوة إلى كلمة الإخلاص كبُر ذلك عليهم


[1] الشعراء:14.
[2] تفسير الميزان:18/254.
نام کتاب : ابن تيمية فكراً ومنهجاً نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست