نشأ علم الرجال وترعرع في أحضان المسلمين، فشيَّدوا أُسُسه وقواعده بُغية تمييز الأحاديث الصحيحة عن السقيمة، وفرزِ التاريخ الصحيح عن الزائف، لاسيّما وإنّهما كانا يتناقلان عبر الأسانيد في العصور الأُولى، وبهذا أسدَوا خدمة جليلة للسنّة النبوية والتاريخ الإسلامي، ينتفع بها الخلف بعد السلف، فشكر الله مساعيهم الجميلة. ولا يتيسَّر لنا في هذه العجالة الإشارة إلى الموسوعات والكتب المؤلّفة في ذلك المضمار، وكفانا في ذلك ما دوّنه أصحابُ المعاجم في كتبهم.
ولكنّ الّذي دعا المؤلّف إلى تأليف هذا الكتاب مع توفّر الكتب الرجالية، هو انّ العصر الحاضر هو عصرُ السرعة والوصول إلى المعلومات في أسرع وقت وأيسر سبيل. والكتاب الماثل بين يديك يتمتّع بهذه المزيّة ويُوقف القارئ على ضالّته المنشودة حول الرواة ورجال الحديث في برهة قصيرة للغاية، وبذلك قد ملأ الفراغ الهائل في المكتبة الرجالية الّتي تزخر بعشرات الكتب والرسائل .
هذا هو التعريف الإجمالي للكتاب، وأمّا مزاياه فهو عبارة عن :
1 . لمّا كان الهدف الأقصى من وراء تأليفه هو الوقوف على رجال كتاب وسائل الشيعة ـ الّذي يضم في طيّاته أحاديث الكتب الأربعة وكتباً أُخرى ناهزت الثمانين مع أسانيدها ـ ركّز المؤلّف اهتمامه على استعراض أسانيد أحاديث الوسائل وما قيل في حقّهم، ولذلك أعرض عمّا